العالم يهتم بحرق مقر الاتحاد المصري لكرة القدم

في مشهد مؤسف وبعيد عن أية روح أو أخلاق رياضية قام المئات من أولتراس الأهلي المصري بإقتحام مقر إتحاد الكرة المصري وإضرام النار فيه ، وهو الأمر الذي جعل خسائر وتكلفة هذا الإقتحام والتدمير تصل لمبالغ خيالية من تدمير لأثاث وأجهزة ومبالغ لإعادة صيانة المبنى المتداعي .

وحدث كل هذا الإندفاع على خلفية إصدار الحكم القضائي في قضية أحداث مأساة بورسعيد ، بسبب أن الحكم لم يلق قبول لدى أعضاء الأولتراس وأتهموا مجلس الإتحاد بعدم إحترام الشهداء والبحث عن المادة فقط .

الغريب أن الصور التي عرضت بعد هذا الإقتحام كانت بعيدة عن أي نبل أو شرف في إقتحام المقر ، فقد نشرت صور توضح سرقة المقتحمين للكؤوس والنياشين التي حصدتها المنتخبات المصرية من وقت تأسيس الإتحاد والمؤسف أن الكثير منها يعتبر رموز تاريخية بل أثرية .

المؤسف أن هذا الحادث كاد أن يسفر عن إلغاء النشاط الكروي في مصر ، بل وتناثرت أنباء بالفعل عن هذا الأمر فور حدوث الإقتحام ، ولكن يحسب لوزير الرياضة دعمه للكرة المصرية ، لأن قرار مثل هذا كان سيكون وبالاً على الكرة المصرية ويرجعها لعقود في كهف مظلم .

والحادث لاقى إهتمام عالمي من معظم الصحف والوكالات الإعلامية مثل الجارديان والميرور وديلي تليجراف واشنطون بوست وليكيب وموندو ديبورتيفو ، حتى جوزيف بلاتر إنتقد تلك الأحداث ووجه رسالة للجماهير المصرية لنبذ العنف .

ولنا كلمة .. بكل أسف تخطت روابط الأولتراس كل الخطوط وإندفعت وهي عمياء في طريق الإنتقام والغضب ، بشكل جعل صورتها أمام الجميع تزداد قتامة وبغض ، لأنها بعدت عن مجالها وحدودها وهو الإستاد وتشجيع فريقها ، المشكلة أن الغضب والإنفلات لن يجدي ولا يؤثر في القرارات وخاصة في أحكام القضاء ، وبالطبع لا يعيد الشهداء للحياة ، ففكرة القصاص مشوهة عند أفراد الأولتراس فلو كانوا على يقين من ضلوع أي شخص أو هيئة فلماذا لم يقدموا للمحكمة وينشروا بالإعلام هذه الأدلة الدامغة ؟ فهم يتحركون بكل أسف بدافع الظن والشكك ، ويأجج مشاعرهم إغتيال أصدقائهم ويجعلهم يتصرفون على غير هدى ، ونتمنى أن يدرك الأولتراس أن أعمال التخريب التي يقوموا بها تسيء لهم ولا تفيد قضيتهم بالمرة .